تاريخ

جميع مقالات القسم

علماء قتلتهم نظرياتُهم

العلم نور، لكنه في بعض الأحيان كان شعلة تحرق أصحابها. هناك من دفع حياته ثمنًا للحقيقة، ومن وقف أمام العالم مدافعًا عن فكره حتى كان جسده هو الوقود الذي أُشعلت به نار الجهل والتعصب.
من جوردانو برونو، الذي أُحرق حيًّا بسبب إيمانه باتساع الكون، إلى جاليليو الذي حوكم لمجرد أنه قال إن الأرض تدور، تكررت مأساة العلماء الذين سبقوا زمانهم، وواجهوا عواقب المعرفة في عالم لم يكن مستعدًا لسماعها. في هذا المقال، نستعرض قصصًا حقيقية لعلماء كانت أفكارهم أقوى من أن تُحتمل، فانتهت حياتهم قبل أن ينتصر لهم التاريخ.

معركة تعليم البنات.. بين جامعة القاهرة وجامعة إدنبرة

حين كان العالم يخطو نحو التقدم، كانت فكرة تعليم المرأة في بلادنا لا تزال تُعدّ ضربًا من الخيال، بل «بدعة غير ممدوحة»، كما وصفها المؤرخون. في وقتٍ كانت فيه فتيات باريس يتجولن بين قاعات الجامعات بحثًا عن المعرفة، لم تكن في مصر مدرسة واحدة للبنات.
لكن، كيف تحولت هذه الفكرة من جريمة اجتماعية إلى حقٍّ لا جدال فيه؟ وكيف خاضت المرأة العربية معركة طويلة لانتزاع مقعدها في قاعات العلم؟ في هذا المقال، نعود إلى جذور الصراع، ونقارن بين مسارين متباعدين: نضال المرأة المصرية لدخول جامعة القاهرة، وكفاح نظيرتها في جامعة إدنبرة. فهل كانت الطريق واحدة، أم أن لكل مجتمعٍ معاركه الخاصة؟

«إمحوتب» أول مهندس عرفه التاريخ

حين يُذكر اسم «إمحوتب»، لا يُستحضر مجرد رجل من التاريخ، بل أسطورة تجسدت في هيئة إنسان. هو المهندس الذي أبدع قبل أن تُولد الهندسة كعلم، والطبيب الذي مارس الطب قبل أن تُكتب نظرياته، والحكيم الذي خطّ حكمته قبل أن تعرف الفلسفة طريقها إلى المدارس.
لكن الغريب أن بعض المؤرخين شككوا في وجوده، وكأنه كان أعظم من أن يكون بشرًا! فكيف لرجل عاش قبل آلاف السنين أن يترك أثرًا يوازي عظمة الملوك؟ وكيف استطاع فكره أن يسبق عصره حتى أصبح يُقدَّس كإله؟ في هذا المقال، نستعيد سيرة هذا العبقري الذي لم يكن مجرد اسمٍ في التاريخ، بل بصمةً خالدة في مسيرة الحضارة الإنسانية.

«جاليليو جاليلي»، أول كفيف ينظر إلى السماء

حين نظر البشر إلى القمر، رأوه قرصًا فضيًا أملس، رمزًا للكمال السماوي، كما أخبرتهم الفلسفة الأرسطية. لكن حين وجّه جاليليو تلسكوبه إليه لأول مرة، رأى شيئًا آخر تمامًا: جبالًا شاهقة، ووديانًا عميقة، وسطحًا خشنًا كالأرض.
كان ذلك الاكتشاف أشبه بصدمةٍ زلزلت يقين عصره، وكأن الكون الذي ظنّوه إلهيًا ومثاليًا لم يكن سوى امتدادٍ لكوكبنا الناقص. كيف واجه جاليليو هذا التحدي؟ ولماذا كانت نظرته إلى السماء ثورةً غيّرت وجه العلم إلى الأبد؟